٢١‏/٠٨‏/٢٠٠٧

جعلتنى متطفلاً

والله يا أستاذ أحمد دى فكرة جامدة محتاجة يترد عليها بفكرة أجمد.. وأنا بصفتى واحد من المتطفلين "جمع متطفل" اللى عجبتهم الفكرة.. وبترشيح من الأستاذة مى كامل اللى جعلتنى متطفلاً.. أحب أتكلم فى الحاجات اللى انت عاوزنا نتكلم فيها.. أسرارنا اللى محدش يعرفها.. أو بمعنى أصح اللى كانت أسرارنا.. خد عندك:
أنا عشت جزء من حياتى فى ليبيا.. من خامسة إبتدائى لحد تالتة إعدادى.. كان بابا بيشتغل هناك وأنا دخلت هناك المدرسة.
الليبيين دول شعب ممكن تعيش معاه.. بشرط إنك تكون فوق التلاتين سنة.. أما لو كنت تحت التلاتين فإنك ممكن يتعمل فيك زى ما بتشوف اللى بيحصل فى جوانتانامو.. لأن الشباب الليبى بأمانة شديدة وبدون أدنى مبالغة بيكسلوا يفكروا.. وبتكون النتيجة إنهم بيهيموا على وجههم.. كمية همجية وتوحش فى التعامل ملهاش مثيل.. وخصوصًا لما يعرفوا إن الباشا مصرى.. يا سعدك يا هناك.. تبقى الحاجّة متوضية وداعيالك دعوة سالكة فى ليلة مفترجة.
متأسف على المقدمة الطويلة ونخش فى السر الأول.
مرة كنت بتفرج على عيال بيلعبوا كورة.. شباب زى الورد أكبر واحد فيهم ميكملش 18سنة.. وأنا قاعد بمنتهى الاحترام بتفرج.. والله ماكنت بعمل حاجة غير إنى كنت بتفرج.. هوب اللعب وقف.. هوب العيال اتخانقوا.. هوب مسكوا فى بعض.. هوب فى 3ثوانى يا مؤمن لقيت الملعب بقى سلخانة وماحدش عارف أبوه.. ولقيت واحد جاى يمسك فى خناقى.. واد قدى مرة ونص فى السن وأربع مرات فى الحجم.. وأنا عمال أقول ورحمة خالتك أنا ما كنت بلعب.. بحسبه جاى يضربنى.. لكن هيهات.. البيه كان بيتحامى فيا.. ملقاش غيرى يتحامى فيه.. المهم مفهمتش غير لما شفت كمية طوب غير طبيعية جاية من ورا سور.. والله معرفش السور ده ظهر منين بس مكانش عندى وقت أفكر فى كده.. ومتفرقش معايا خالص إذا كان السور ده سور مدرسة ولا سور نادى ولا سور الصين العظيم ولا سور مجرى العيون.. ومش عاوز أقول لك ياريس إن لو لعبة الحدف بالطوب دخلت الأولمبياد إضمن لليبيا 18ميدالية دهب وش كده وانت مغمض.. أبطال العالم فى الحدف بالطوب والنعمة الشريفة.
المهم.. هوووووب.. طوبة رشقت رشق فى دماغى.. دماغى بقت شبه الشمامة.. وقعت عالأرض زى الشلن لما تحدفه لفوووووق وتسيبه ينزل عالسيراميك.
طيب أروح البيت إزاى.. هقول لأبويا وأمى إيه.. هم منبهين عليا 12ألف مرة إنى مليش دعوة بالعيال الليبيين.. وطبعًا بدأت أشغل عقلية عيل عنده 11سنة وقلتلهم إنى وأنا راجع راسى خبطت فى البوابة.. مع إنى ساعتها مكنتش بطول ألمس البوابة بإيدى.. المهم إن الكدبة دخلت عليهم ولحد دلوقتى ميعرفوش حاجة عن الموضوع ده.
السر التانى برضه كان فى ليبيا.. معلش أنا تعبتك معايا يا أستاذ أحمد.. سبعمية كيلو رايح وسبعمية جاى بس انت اللى عاوز.
يا كسوفى.. مش عارف أقول السر ده إزاى.. يالهوىىىى.. شكلى هيبقى زبالة قدام خطيبتى لما أخطب.. وقدام مراتى لما أتجوز.. وقدام عيالى لما أخلف.
من الآخر.. أنا مرة إتمديت.. أيوة إتمديت.. قلعت مداسى –مش عاوز أقول جزمتى– وإتمديت.
الحاج والحاجّة منبهين عليا إن لو حد قال لك انت هتتمد سيب الفصل واطلع عالمدير.. ممكن تخلى المدرس يضربك بأى طريقة ما عدا المد.. مع إن الحاج والحاجّة يعنى مش خريجين النوتردام.. بس أهو بقى.. كبرت فى دماغهم.
وأنا فى أولى إعدادى الفصل مرة مكانش فيه مدرس والعيال عملوا دوشة فظيعة.. لدرجة إن المدير سمع الدوشة دى.. وجالنا بنفسه مع مدرس كان إسمه عاشور التاوسكى.. بس كان متوحش.. والباشا ماسك خرطوم بوتاجاز فى إيده.. ومصمم إنه يمد الفصل كله.
أنا لقيت العيال كلها مستسلمة.. عادى خالص.. ليبيين على فلسطينيين على جزائرى على عراقى على تركى على مصرى –العبد لله– كلهم قلعوا الجزم بمنتهى السعادة كإنهم كان نفسهم يتمدوا من زمان.. آه ياولاد الـ"تيييت".
تتصرف كيف يا عبرحيم تتصرف كيف يا عبرحيم تتصرف كيف يا عبرحيم.. هعمل إيه.. هطلع أنا الفلوطة اللى فى الفصل وأقول مش هتمد؟؟ وبعدين هروح فين؟؟ هطلع عالمدير؟؟ ما الباشا مشرف هنا أهو.. اجلع الكندرة "الجزمة بالليبى".. جلعت الكندرة.. أينعم حسيت بلسوعة جامدة فى رجلى بس مكنتش زعلان أوى.. لأن الفصل كله اتمد.. وأنا الصراحة كنت متخانق مع الفصل كله.. ومبكلمش غير أربعة مثلاً.. وبالتالى فرحت فيهم كلهم.
وطبعًا لما رجعت البيت ولا جبت سيرة لجنس مخلوق إنى إتمديت.. مع إنى شايف إنها حاجة عادية جدًا.. ومحدش يعرف الحكاية دى غير اللى هيقرا البوست ده.
السر المصرى الأول....
كلنا عارفين سنة أولى ثانوى بتقل دمها وموادها الكتيرة الرزلة اللى بتخليك عاوز تلطم على خدودك حيث لا ينفع لطم الخدود.. المهم.. فى امتحان الكيميا بتاع أولى ثانوى أنا ملحقتش أذاكر كويس.. عادى.. كان عندى امتحانات كل يوم ويوم الكيميا كان مزنوق زنقة منيلة بنيلة.. رجعت من الامتحان اللى قبله مهدود ونمت وصحيت متأخر جدًا.. بتحصل فى أحسن الامتحانات.. صحيت ملحقتش أخلص المنهج مراجعة واتخمدت تانى لأنى كنت تعبان بجد.. النتيجة إنى سبت حوالى نص المنهج من غير ما أراجعه.. أينعم أنا كنت مذاكره قبل كده.. بس طبعًا كنت ناسيه.. فكان لازم أذاكر من الأول لأنى كنت كل ما بشوف حاجة أكنى بشوفها لأول مرة.
قشطة.. إقنعنى انت بقى إزاى هذاكر 200صفحة فى 3ساعات مثلاً؟؟ أنهى كلام فى أنهى دنيا ده؟؟ وكانت النتيجة إنى دخلت الامتحان من غير نص المنهج تقريبًا.. وبالتالى ضاعت منى نص الأسئلة.. وبالتالى نجحت عالحركرك.. ودى بقى كانت كارثة عندنا فى البيت.. الباشا مهند جايبلى 5من 10فى الكيميا.. يا خيبة مجوز.. المهم بابا قال يمكن يكون فيه غلطة فى رصد الدرجات ولا حاجة.. ومن غير ما يقول لى راح للى كان ماسك الكنترول –للأسف كان صاحبه– وقال له إنه عاوز يشوف ورقتى فى الكيميا.. ولما شافها عرف إن فعلاً دى درجتى.
نسيت أقول لك إن بابا كان جايبلى كتاب المعلم فى الكيميا علشان أذاكر منه قبل الامتحان.. وأنا بمنتهى الوفاء والإخلاص باصيت الكتاب لواحد صاحبى من غير ما أفر فيه ورقة واحدة.. واحد صاحبى قال لى عندك كتاب خارجى فى الكيميا؟؟ قلتله غالى والطلب رخيص.. وياريتنى ما قلتله.
المهم رجع الحاج من المدرسة وقال لى انت ذاكرت كيميا قبل الامتحان؟؟ قلتله أصل الحقيقة الوقت كان ضيق جدًا وملحقتش أخلص المنهج.. ومش أنا لوحدى اللى كده.. معظم الناس كده.. ودى كانت حقيقة فعلاً.. قال لى طيب ذاكرت كيميا منين؟؟ وفين كتاب المعلم اللى أنا جايبهولك؟؟
مش عاوز أقول لك على كمية الألوان اللى وشى جابها.. يمكن يكون اخترع ألوان جديدة والله.. قلتله طيب ثانية واحدة هشوفه جوا.. أهو أدخل أوضتى وبعدين يبقى يحلها حلال.. عملت نفسى بدور عالكتاب وأنا بفكر هقول إيه.. المهم طلعت مدلدل ودانى وقلتله إنى أخدته معايا المدرسة علشان أراجع منه قبل الامتحان ونسيته هناك.. ومن ساعتها ومحدش يعرف الكتاب ده فين.. والحاج لو كان عرف الحقيقة مكانش حد زمانه بيقرا الكلام اللى أنا كاتبه ده دلوقتى ولا كان البلوج ده هيبقى موجود.
هى دى الأسرار اللى موجودة فى دماغى دلوقتى يا أبوحميد.. وسنوافيكم بباقى الأسرار وقت حضورها.. وشكرًا ليك على تنشيط ذاكرتى.
المخلص.. مهند