١٥‏/١٠‏/٢٠٠٧

! ..كان

لدى ما أريد أن أقوله
هناك حقيقة مأساوية نعيشها ليست بسر على أحد، هى أن كل أزمان أحداث الحياة تتسلل زحفًا لتتحول إلى الزمن الماضى، بعد أن تمر على الزمنين الذين لا يشعر بوجودهما أحد.. المستقبل والحاضر
لماذا؟ لأن –ببساطة– هذا ما يحدث
فجأة تكتشف أن كل شىء قد "كان" و"كنت" و"كنا"
"كنت" طفلاً وتمنيت لو كبرت فكبرت، و"كنت" تلميذًا فى مدرسة وتمنيت لو أتممت دراستى بها فأتممت، و"كنت" فى الجامعة وتمنيت لو تخرجت فتخرجت، و"كنا" نقضى وقتًا جميلاً وانتهى، و"كان" لى أصدقاء فى بلاد أخرى ولم يعد، و"كنت" أنتظر أحداثًا كثيرة لكى تحدث، حدث بعضها ولم يحدث البعض الآخر، قد يكون فى طريقه للحدوث أو قد لا يكون، ولكنى "كنت" أنتظره، ففى كل سنة مثلاً لا نكتشف أن هناك رمضان إلا عندما ينتهى.. "كان" رمضان، ثم "كان" العيد، وهناك المئات من الأحداث التى أنتظرها وسأنتظرها وستدخل فى نطاق "الكائن" ثم إلى الخزانة الكبرى "كان"
إذا حسبنا كم نستغرق فى التفكير فى أحداث الحياة فإن الزمن الماضى يأخذ الحيز الأكبر، فالأحداث التى "حدثت" هى التى نعرفها وندرسها وندرك أبعادها ونتحسر على بعضها ونتمنى أن يعود
كل الأوقات الجميلة تسير فى هذا الاتجاه.. نتفق عليها وعلى موعد ميلادها إذا كانت من ترتيبنا أو ننتظرها إذا كانت أحداثًا لا دخل لنا فيها، فتأخذ حكم ما "سيكون" لوقت قصير، ثم تصبح "كائنة" لوقت أقصر، ثم تنتهى وتأخذ شكل ما "كان" إلى أبد الآبدين
كل الأحداث العظيمة تتحول إلى صور أو كتابات بعد حدوثها مباشرة.. صور أرشيفية من مختصين أو أخرى من هواة يحبون جمع الصور.. كتابات رسمية من جهات معنية بذلك أو كتابات مثل التى تقرأها الآن.. وهكذا
وعلى المستوى الشخصى.. فإننى فى أشياء كثيرة "سأكون" وفى أشياء أخرى "كائن"، ولكنى على يقين أننى فى يوم ما سأدخل فى عداد من "كان".. بالتأكيد

هناك ٦ تعليقات:

Mai Kamel يقول...

في الواقع قد كنت كائنا موكونا مما كونته من كيان
ههههههههههه
ولو اني عمري ما قريت موضوع فيه عدد المشتقات من فعل "كون" ده الا ان البوست فلسفي لطيف

:)
كان لطيف وسيكون لطيف ويكون لطيفا كلما قرأته
ههههههههههههههههههههههههه

Amr يقول...

بمجرد خلقنا أصلا صرنا في عداد "من كان" وهو ما يبهجني، فوضعية "كائن" ستزول عني قريبا

mo7amaad يقول...

حلوة أوي يامُهند تدوينة ممتازة
، والجملة الأخيرة جامده أوي "فإننى فى أشياء كثيرة "سأكون" وفى أشياء أخرى "كائن"، ولكنى على يقين أننى فى يوم ما سأدخل فى عداد من "كان "
نعم كان مهند وكان محمد وكان فلان قريباً سنكون " كان "
ياريت بقي التدوينة الجايو تكون زيها ومنقعدش شهرين تلاته نستناها

mo7amaad يقول...
أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.
غير معرف يقول...

لو أحببت أن تظل كائن ستظل، حتى لو فعلياً أصبحت ممن كانوا، فباعتبارك خالق يمكن ان تظل كائناً بواسطة مخلوقك.

أحلى حياة يقول...

كلنا مش لسه حندخل في عداد "كان"، احنا اوريدي داخلين فيه دلوقتي فيما يتعلق ببعض الاشياء زي ما ذكرت
كل حاجه، بما فيها احنا طبعا كبشر، بتنطبق عليها التلات حالات دول "سيكون"، "كائن"، و"كان" لكن الفرق ان الاتنين الاولنيين دول عمرهم قصير قوي اما الحالة الاخيرة هي اللي بتدوم وتستمر

بس جامده الفلسفه دي :)

تحياتي