** تحذير: إلى كل الحبّيبة المعتقدين في عيد الحب.. لا تقرؤوا هذا الموضوع.. الموضوع فيه سم قاتل.
--------------------
وسط الأحداث المأساوية التي يشهدها العالم بشكل عام.. وحالة الغليان التي تعيشها مصر بشكل خاص.. من ارتفاع أسعار وبطالة وفقر وجوع وهطل وهرتلة وخلافه.. يأتي يوم 14 فبراير ليضرب بكل شيء عرض الحائط.. ويخرج لسانه لكل البني آدمين في العالم بشكل عام وفي مصر تحديدًا.. ويقول لهم: "أنا هنا اهو.. الدكر فيكم يطلعلي!".
وسط الأحداث المأساوية التي يشهدها العالم بشكل عام.. وحالة الغليان التي تعيشها مصر بشكل خاص.. من ارتفاع أسعار وبطالة وفقر وجوع وهطل وهرتلة وخلافه.. يأتي يوم 14 فبراير ليضرب بكل شيء عرض الحائط.. ويخرج لسانه لكل البني آدمين في العالم بشكل عام وفي مصر تحديدًا.. ويقول لهم: "أنا هنا اهو.. الدكر فيكم يطلعلي!".
ولما كان العبد لله مش "مرتشبط" فإن يوم 14 فبراير بالنسبة له يشبه تمامًا يوم 5 ديسمبر.. وكلاهما يشبه أيضًا يوم 31 سبتمبر إن وجد.. بل يشبه أي يوم من باقي أيام السنة الـ365 وربع زي ما علمونا في كتب الدراسات الاجتماعية.. كلها أيام ربنا.
ولكن بما إننا شعب "زايط".. "زيّاط".. "مزياط".. "زييط".. "زيوط" أي يموت في الزيطة.. فإننا ما بنصدق نلاقي عيد.. يخصنا ميخصناش أهو عيد والسلام.. يعني إجازة.. وهدايا.. وفلوس.. يطلع بقى عيد الحب.. عيد الخشب.. عيد طائر البطريق.. عيد الكركدن الأحمر.. يطلع زى ما يطلع.. المهم إنه عيد.. لازم نحتفل بيه.. وكل عيد وله طقوسه!
تخيّل.. عيد الحب الذي نحتفل به الآن.. مسلمين على مسيحيين على يهود على بوذيين على كونفوشوسيين.. يعود أصله إلى أسطورة!
بذمتك.. مش مكسوف من نفسك لما تحتفل بعيد أصله أسطورة؟ ودي مش بس أسطورة واحدة.. دي كمان ليها أكتر من رواية!
يعنى مثلاً.. لو جيت دلوقتي وقلتلك إنه في يوم 25 طهارش "مارس حاليًا" سنة 1290 ق.م. وفى بلد اسمها طرطور الفشني.. كان فيه راجل طيب اسمه سعيد.. سعيد الملزّق.. وكان تاجر مخدرات كبير.. محدش عارف يمسكه ولا يعمل معاه الغدر.. من الآخر يعني كان تاجر مخدرات مخلّص وعارف هو بيعمل إيه.. وفى يوم من الأيام جه سعيد الملزّق وفى عملية تهريب بودرة كبيرة أوي من إياهم طب عليه البوليس.. واتمسك الملزّق.. يا حبة عين أمه وهو في عز شبابه وحيويته ونضارة بشرته.. راح في شربة مية.. وتم إعدامه على الخاذوق!
ولما كانت شخصية سعيد الملزّق من الشخصيات المهمة والمرموقة في طرطور الفشني وبالتالي فله مكانة كبيرة بين أهله وجيرانه، فإنهم صنعوا له تمثالاً يشبهه تمامًا وهو جالس على الخاذوق.. وأصبح التمثال يمثل أحد أهم المعالم السياحية في طرطور الفشني وضواحيها، وأصبح له زواره من جميع أنحاء العالم.. حاجة زى الحج كده.. وفى كل يوم 25 طهارش يجتمع الناس أسفل تمثال الملزّق ويقلعوا هدومهم ويغطوا أجسامهم بأوراق الشجر، ثم يبدؤون بأكل الكبدة نيئة احتجاجًا على قرار إعدام الملزق.. ثم يتم اختيار واحد من خيرة الحشاشين في طرطور الفشني ويُعدم على الخاذوق.. ويصبح ذلك أكبر - وآخر - شرف يناله ذلك الشاب في حياته.. ويقدم نفسه للخاذوق في اعتزاز وفخر.. ولا كأنه ميت شهيد!
طبعًا لا فيه طرطور الفشني ولا فيه طهارش ولا فيه خواذيق.. كل ده أسطورة.. بس هو واحد طقت في دماغه وقال لك أعمل إشاعة وأنشرها في العالم.. سجل الهباب اللي فات ده في مذكراته.. وحلف إنه حصل.. فهل من المنطق أن يأتي الناس من بعده ليحتفلوا بيوم 25 مارس؟!
هذه الحكاية تشبه حكاية القسيس فالانتاين.. مع استبدال الزمن بالزمن والشخصية بالشخصية، لكن الثابت في الحالتين هو الأسطورة.
طب خد دي.. يعود الاحتفال بعيد الحب إلى بعض المعتقدات الرومانية في العصور القديمة.. حيث كانوا يعتبرون يوم 15 فبراير مهرجان إله الخصوبة.. أي والله إله الخصوبة.. ومفيش خطأ مطبعي ولا حاجة، وكان البيه "إله الخصوبة" يقف نصف عارٍ دائمًا ويلبس جلد الماعز!
خلاصة القول إننا عندنا استعداد نحتفل بذكرى أي سنجاب برى كانت له أيام سودة في حياته عاش فيها على قفا الناس وكل من وراهم حلاوة.. واحنا بقى ناخد أسطورته وحكاياته الفكسانة كلام مقدس له أهميته ومصداقيته!
طيب اشمعنى القديس فالانتاين وإله الخصوبة اللي الناس يحتفلوا بيهم.. هم أحسن من جدي في إيه؟ والله من بكرة الصبح لاكون عامل عيد يضرب الفالانتاين 100 جزمة.. عيد جدي.. الشناوي الكبير.. هو مش أقل من أي حد معمول له عيد.. وبما إن جدي الله يرحمه ويبشبش الطوبة اللي تحت راسه كان بيحب البصارة فأنا هسميه عيد البصارة.. هي مش أسطورة؟ يعني أقول اللي أنا عاوزه.. خلاص يبقى هو عيد البصارة.. وهعمله يوم....... يوم إيه يوم إيه.. آه.. هو ده.. هعمله يوم 10 أغسطس.. طبعًا هتسألني وتقول لي اشمعنى؟ وطبعًا هجاوبك وهقول لك مش عارف! بس اليوم ده أنا حاسس إنه كويس.. أنا حر.. عيد جدي وأنا حر فيه!
وفى كل يوم 10 أغسطس هاقدم طلب إحاطة في مجلس الشعب بإن الناس كلها تستحمى بالبصارة.. مش تاكلها.. لأنها لو كلتها فده عادي جدًا مفيهوش أي أسطورة.. أما لو استحمت بيها فهو ده التجديد.. الابتكار يا عزيزي.. ولازم يستحموا بيها وهى سخنة.. بدل هنعمل عيد يبقى نعمله على أصول.. يا إما مانعملوش أحسن!
1000 رحمة ونور عليك ياجدي.. لو تصحى دلوقتي وتعرف إن فيه عيد متفصل مخصوص علشانك أكيد كنت هتفرح أوي.. واحتمال من الفرحة كنت تموت تاني.. ياللا هتاخد زمنك وزمن غيرك يعني؟ كفاية عليك عيد البصارة.. السخنة!
هناك ٦ تعليقات:
والله يموت من الضحك
وبعدين مين الراجل الملزق ده اللى يتعمل له عيد
هو الشناوى الكبير على حق
تسلم أفكارك
بس بلاش البصارة مش بحبها
هو جدك ما كنش بيحب غيرها ولا ايه ؟؟
" صفا "
السلام عليكم
على فكره... نسيت عيد الجزر حضرتك 8-|
وبالنسبه للـ"زيطه" ومشتقاتها اللي حضرتك تفضلت وذكرتها فاسمحلي اتضامن معاك واؤيدك واضم صوتي لصوتك بشكل تام ومطلق في الموضوع دا
بجد فعلا في ناس بتزيط في الزيطه اوي
اوي اوي يعني (هي "زيوط" دي هههههههه)
تموت في الزيطه
وماتصدق اي بصيص زيطه من بعيد بس كده، ياختييييييي تزيييط بقى على حسه وتقلبها زيطه على زيطان على تزييط للصبح
ياساتر
ايييييييييييه الحمد لله الذي عافانا
:D:D:D
طيب يبقى الواحد يستعد للعيد القومي للبصارة .. هو مش هيبقى قومي برضة ولا عالمي ولا إيه النظام
ما علينا
وكمان يحضر اقراص الفوار عشان الحموضة ..
ولا صحيح انت قولت مش للأكل
لا جديد تحت الشمس؟ :)
لماذا لا يثور المصريون؟
الأسواني: يكتفي المصريون بالتفرج او تلقي الصفعات المادية والمعنوية ضمن مشروع تاريخي يحكم البلد وطباعه لعشرات السنين.
ميدل ايست اونلاين
القاهرة - خاص
كل هذه الجرائم البشعة ترتكب بحق المصريين في الداخل والخارج؟ سؤال لا فكاك من طرحه عقب قراءة مقالات الكاتب الروائي علاء الأسواني التي ضمها كتابه الصادر عن دار الشروق أخيرا "لماذا لا يثور المصريون؟" في جزئه الأول، والمنشورة خلال سنوات 1998 و2001 و2002 و2006 و2007.
الجرائم تبدأ من الشارع المصري مع ضابط الشرطة الذي يستشيط غضبا ويهوي على وجه السائق بلطمة عنيفة، ويصدر السائق صوتا ويمد يده معترضا ليمنع الضابط من ضربه، فيجن جنون الضابط ومن حوله من الضباط وينهالون على السائق بضربات متلاحقة تجعله ينزف دما من فمه وأنفه، ويتم جرجرته في الشارع وهو يضرب، وعندما يتجمهر الناس يصرخ الضابط "حد فيكم يعمل راجل ويشهد ضدي في المحضر؟!".
وفي الشارع أيضا ترى ضباط الشرطة يستوقفون بعض البسطاء من راكبي الميكروباص في ساعة متأخرة من الليل فيصفعون الناس على وجوههم قبل أن يفحصوا بطاقاتهم الشخصية، يصفعونهم بلا أدنى سبب "مجرد إجراء روتيني!".
وما يحدث في الشارع، وهو أمر اعتاده المصريون المفعول بهم أو المتفرجون، ربما يبدو هينا قياسا لاحتراق ألف مواطن على الأقل في قطار الصعيد عام 2002 وهم محشورون كالبهائم في عربات مغلقة عليهم بأسياخ الحديد، وخروج قطار كفر الدوار ليدهس عشرات المارة في الشارع، وانهيار عمارات عديدة في محافظات مختلفة على رؤوس سكانها وتسمم مئات التلاميذ في المنصورة، وكارثة العبارة إكسبريس سالم، كوارث رهيبة تقتل المواطنين كل عام "حتى صار عدد شهداء الكوارث في الأعوام القليلة الماضية لا يقل عن عدد شهدائنا في أي حرب خضناها".
إن القضايا التي يعالجها الأسواني في هذا الكتاب المؤلم والقاسي في صراحة وجرأة ما يطرحه، تتجاوز مجرد رصد وتحليل ما تعرض له المصريون من كوارث مأساوية، إلى أن يكون فعلا رؤية للأمة المصرية في لحظتها الراهنة نظاما وشعبا.
يرى الأسواني الرئيس مبارك يحكم مصر لأكثر من ربع قرن بغير أن يخوض انتخابات واحدة صحيحة أو استفتاء واحدا غير مزور، وبالتالي فإن حكمه يفتقر إلى الشرعية لأنه ليس رئيسا منتخبا من المصريين "اللافت للنظر أن الوحيدين الذين دافعوا أمامي عن نظام مبارك كانوا صهاينة، مرة اشتبكت في نقاش مع سيدة فرنسية دافعت عن نظام مبارك بحرارة وتبين أنها صهيونية ونصف عائلتها تعيش في إسرائيل".
هذا حتما يؤدي إلى إهانة وقتل المصري داخل وخارج بلاده كما يهان ويقتل العبيد "اسرائيل تقتل جنديين مصريين على أن مقتلهما فيما يبدو لم يقلق الرئيس مبارك فلم يلبث أن استقبل بمنتهى الحفاوة رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت وتبادل الاثنان كلمات المحبة الدافئة وتعانقا كصديقين عزيزين، وعندما سئل مبارك عم موضوع الشهيدين قال ببساطة إن أولمرت قد اعتذر لمقتلهما".
الإهانة قتل أيضا في هذين المشهدين اللذين يرصدهما الأسواني ثم يحللهما "مشهد العمال المصريين المقبوض عليهم في أحداث الكويت الأخيرة ـ 1999 ـ وقد أجبرتهم الشرطة الكويتية في الجلوس على الأرض وأيديهم معقودة على رءوسهم ووجهت إليهم فوهات البنادق، وكأنهم أسرى حرب، والمسئول الكويتي جاسم الصقر يشير إليهم في لقاء تليفزيوني قائلا هؤلاء جهلة ومجرمون".
والمشهد الثاني (وصفته جريدة الأهالي) "عندما ألقى ضابط شرطة كويتي بأحد العمال المصريين على الأرض، وأخذ يدهس رأسه بحذائه أمام زملائه المصريين".
هنا وهناك يقتل المصريون قتلا معنويا وماديا دون أن يحرك ذلك ساكن الحكومة المصرية، هذا الحكومة التي يستشري فيها الفساد والاستبداد والنهب المنظم للمال العام.
ويتساءل الأسواني "لماذا فقدنا الإحساس" ويقول "عندما كنت أقرأ عن جرائم الاغتصاب السيدات كنت أندهش من أن السيدة المغتصبة تظل مستسلمة أياما عديدة لمن يغتصبها حتى أنها أحيانا تعد له الطعام أو ترقص أمامه وهي تنزف دما، كنت أتساءل لماذا لا تستجمع المرأة المغتصبة قوتها وتجهز على من يغتصبها أو تقاومه؟! ثم وجدت الإجابة في بحث نشرته مجلة علم النفس فهمت منه أن المغتصب يبدأ دائما بقمع الضحية بالضرب المتواصل العنيف حتى تنكسر إرادتها تماما فتذعن له، إن الاغتصاب لا يتحقق إلا بتحطيم إرادة الضحية، وهو يبدأ دائما في الذهن وبعد ذلك يجري تنفيذه في الجسد، عندما تقتنع الضحية بعجزها الكامل عن المقاومة يستطيع المغتصب أن يفعل بها ما يحلو له، وما أشبه الشعوب المقهورة بالمرأة المغتصبة".
لماذا لا يثور المصريون؟ "إن ما يمنع المصريين من الاحتجاج خبرتهم الأليمة بالقمع ويأسهم الكامل من الإصلاح، وقد تعود المصريون أن يبتعدوا عن السلطة بقدر الإمكان يتجاهلونها ويتحملون أذاها بين الحين والحين، ويسخرون منها فيما بينهم ثم يصنعون ـ بعيدا عنها ـ عالمهم الصغير الحقيقي، يعملون ويكسبون ويربون الأولاد وينعمون ببعض المتع الصغيرة، والحق أن المصري لا يعبأ كثيرا بمن يحكمه، أولا لأنه لم يسمح له أبدا باختيار حكامه، وثانيا لأن معظم الحكام عادة ما يتشاجرون في الظلم والفساد، وفي المرات القليلة التي اندلعت فيها الثورة في مصر، كان هناك زعيم حقيقي ومخلص، وصدقه الناس وعقدوا عليه الأمل وثاروا بقيادته على الظلم، هكذا حدث مع سعد زغلول ومصطفى النحاس وجمال عبدالناصر، حتى أنور السادات اجتمع حوله المصريون ليخوضوا حرب التحرير عام 1973 فلما انتهى السادات إلى الصلح مع إسرائيل عاد المصريون وانسحبوا إلى داخلهم وراحوا يتفرجون على الأحداث".
إرسال تعليق